يقال في الأدب العربي أن الحياة بدون امرأة
كامرأة بلا حياة ليس فيهما غير صقيع الموت..هذا المثال تترجمه قولة عربية مفادها
"وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة" ورغم سياقات الفحص لهذا المدلول، قد
يأخذ منه ويرد تبعا لتجليات واقع هذه الفكرة وصحتها ، فلا شك أن المرأة تعتبر
العمود الفقري في كل المجتمعات، نظرا للأدوار الطلائعية التي تتفرد بها في الحياة،
من إنجاب وتربية وتوجيهات فضلا عن مساهمها في إنشاء جيل قادر أن يكون عضوا فاعلا
في المجتمع، بإضافة إلى فحولة تفانيها في العمل التي تؤديه على حد سواء، لذا لا بد
من باب الواجب الإنساني أن تأخذ المرأة حقها الإجتماعي مع أخيها الرجل في جميع
الموجودات التي تدخل ضمن المشترك الإنساني، ولقد تعالت الأصوات المتحررة إلى إعادة
الإعتبار لمكانة المرأة من خلال مجموعة من الأبواق العالمية، المنادية بحقوقها و
التي إنطلقت شرارتها سنة 1856م، إحتجاجا على الأوضاع المزرية التي كانت تعيشها
المرأة في العمل بنيويورك، والتي إنتهت بفضل كفاحها بإعلان الجمعية الدولية سنة
1977م بتخصيص يوم في السنة إحتفالا بالمرأة، معلنة بذلك نضالها الدؤوب تحقيقا
لأهدافها العادلة والمشروعة.
في هذا السياق فقد عرف موضوع المرأة إهتماما
متزايدا خلال العقود الأخيرة، بحيث أصبح مسرحا لإنبعاث مجموعة من الحركات و
الدراسات النسائية في الكثير من الجامعات العربية، ومنها المغربية على وجه التحديد
، خاصة تلك المهتمة بالنوع الإجتماعي، تعبيرا منها لتجديد المعرفة في العلوم
الوضعية ، بهدف بلورة رؤية جديدة للمجتمع، تكون فيه المرأة إلى جانب الرجل أهم
محركات قطار المشروع التنموي على كافة المستويات، ذلك أن الواقع العربي حسب
المؤرخون كان يؤطره الاضطراب النسائي بين الظهور والإختفاء في هذا الموضوع، وهذا
إن دل على شيء فإنما يدل على أن السجل التاريخي لدراسة المرأة العربية كان متجها
بشكل كبير لبلاط السلطة والأمراء، الذي ترسخ في اللاشعور القبلي بفعل العادات
والتقاليد المجتمعية السائدة، التي لازلت تعتبر في كثير من مناطق البلدان العربية
بمثابة القانون الأسمى لها.
إن 8 مارس يشكل في ضمير المجتمع الدولي مناسبة
رمزية للإحتفاء بالمرأة ، تنادي فيه برفع الحيف عليها من هيمنة الرجل،وتطالب
بإستقلالها المادي والمعنوي، إلا أن شرط الإرتقاء الحقيقي بوضعيتها يظل رهين
بدعمها بترسانة قانونية مهمة، مثل التي عرفتها مدونة الأسرة المغربية 2005، رغم
نواقصها والرجة التي أحدثتها، فلا بيد أنه حسنت من مكانة المرأة وحققت مكاسب مهمة
على المستوى التشريعي التي تحميها خاصة فيما يخص مسألة الحرية والمساواة والسعي
إلى المناصفة.
إن المتأمل في الفضاء العام يلاحظ حدة الهجومات
اللأخلاقية التي يتبناها اللوبي الإعلامي في برامجه التلفزية ومسلسلاته وإشهاراته
اليومية في المنابر العمومية ، مثل تلك المعروضة في إعلان بشوارع العاصمة
المغربية، مكتوب فيها "لأنك تستحقين الأفضل" تبرز للمارة من الناس حجم
الفساد الإعلامي المترسخ في ثقافة الحزب الإعلامي التسليعي المتميع ، الذي جعل من
المرأة بمثابة آلية تروج للمنتوجات والبضاعات الاقتصادية، سواء من صور، أو
فيديوهات، أو إشهارات والملصقات ... (نادلات المقاهي ) "الكرصون نموذجا
"،،،فضلا عن الصور النمطية التي يشخصنها كأداة للجذب الجنسي ، التي أفقدتها
كينونتها وسلبت منها روحها كهوية ثقافية مستقلة بذاتها. سواء تعلق الأمر بمدى
الحضور التي تحظى به المرأة العربية في الصحافة والمجلات الدورية ناهيك عن الأفلام
العربية بصفة عامة!!!!!، وهو الأمر الذي يسائلنا جميعا من أجل المساهمة في بناء
سواعد النهوض بوضعية المرأة المغربية، بغية صياغة رؤية تشاركية تساهم فيها الحركات
النسائية بشكل كبير، بإضافة إلى مختلف الفاعلين، والهيئات المهتمة بقضايا المرأة
وشؤونها.
إن هذا المشروع المجتمعي المؤجل يعكس إلى حد بعيد
طبيعة الثقافة الإجتماعية، التي لازالت ترى التناقض في اعتبار المرأة كفاعل
إجتماعي لها طموح مستقبلي، ولا ينافي دورها كأم في الوسط الأسري، متغافلة بذلك
مكانة المرأة في صناعة النشود الحضاري، معززة قناعاتها بأفكار متخلفة و مغلقة
وبالية عفا عنها الزمن.
والشاهد عندنا في هذا المقال هو ذاكرة التاريخ
الإسلامي ، الذي لعبت فيه المرأة أدوارا متقدمة جسدت التضحيات الجسام للمرأة
الحقيقية التي يريدها ديننا الإنساني الحنيف من أمثال (عائشة رضي الله عنها، سمية
أم عمار ، أم سلمة، و زينب الغزالي...).
إن الملاحظ لسيرورة الذاكرة التاريخية سيخلص إلى
أن للجغرافية البيئية تأثير مهم في عملية التحول الإنساني بشكل عام، والذي في عمقه
المرأة ككيان مشكل لنواة المجتمع، ولعل التغيرات الأخيرة التي شهدتها الدول
العربية ومنها المغرب قد ساعدت بشكل لا بأس به في خلخلت العقلية التقليدية للمجتمع
المغربي،، ولعل التغيرات الاخيرة التي شهدتها الدول العربية ومنها المغرب قد ساعدت
بشكل لا بأس به في خلخلت العقلية التقليدية للمجتمع المغربي، تحولت فيه المرأة إلى
مراكز صناعة القرار السياسي في أفق تحقيق المناصفة بشكل شريف ينسجم مع العقل
الأخلاقي. وفي إعتقادي لا يمكن أن يتحقق هذا الطموح الإنساني في مجتمعنا الشبه
الحديث إلا بتغيير مجموعة من التصورات المنظمة للبنية الإجتماعية على مستوى القيم،
وتقديم إجابات تناسب تحولات العصر لعدة أسئلة نطرحها لقرائنا الكرام على النحو
التالي :
1- متى سيتخلص النسيج الإجتماعي(الذكوري) من تصور
المرأة كجسد فقط؟؟
2- هل ستستطيع المرأة العربية الإستفادة من مكاسب
الربيع العربي ، على مستوى حرية التفكير والتعبير والمشاركة في شغف التسيير
والتدبير؟
3- هل المحافظة على هذه المكاسب والزيادة فيها تقتضي
بالضرورة توظيف إديولوجية التمرد على العقلية التسلطية والتحرر من القيم الذكورية..؟
أم أن الرهان النضالي للمرأة يفترض خلق تحالفات ثقافية وسياسية قادرة على كسر
الإستبداد التقليداني..؟
4-ماهي الأساليب الأنجع للتخلص من الظلم والتنكيل الذي يصادر حرية
المرأة وحقوقها..؟
5-ماهي أهم هذه الحقوق التي تناضل من أجلها الحركات النسائية؟
ماهي نسب معقوليتها؟هل هي مطالب مشروعة أم أنها شعارات إنتخابية رنانة توظفها
التيارات المتعلمنة..؟؟
6 - ماهي
السبل لرفع هذه المعاناة(العنف ضد المرأة، الإغتصاب،التحرش،،،،)؟
وفي الأخير أتقدم لكن
لسيداتي وأمهاتي الطيبات بأحر التهاني بهذه المناسبة السنوية (عيد المرأة) وكل يوم
وأنتن أقرب إلى السعادة والحب لأنكن تستحقن الأجمل والأروع دائما وأبدا ، كيف لا و
الجنة تحت أقدامكن،(أمي الحبيبة) فكل التحية لكن سيداتي الفضليات..
محمد العرعاري طالب جامعي بجامعة ابن طفيل شعبة علم الإجتماع.
للتعليق على الموضوع [ 0 ]
إرسال تعليق